فابيو كابيــــلو .............المدرب الداهية

فابيو كابيــــلو .............المدرب الداهية

عندما يشرع أحداً في قتل شخص بريء فأنه من العدل أن نقوم بإعدامه

ولكن عندما يُقتل الكالتشيو على يد إحدى أبناءه .. فبماذا يمكننا أن نحكم عليه ؟

من يعرف الكالتشيو يعرف أنه الدوري الأقوى بالعالم والأكثر إثارة ومنافسة ، ولكن أن يحسم السكوديتو قبل 9 جولات فمن كان يشاهد الكالتشيو في الثمانينات والتسعينات لن يصدق أن هذه نفس البطولة التي كان يشاهدها ؟
كيف وصل الكالتشيو لهذا الحال ومن السبب ومن هو الجاني ؟
السبب والجاني هو واحد ..
إنه المجرم ..
إنه القاتل ..
إنه الدون فابيو كابيلو

نعم هو مجرم
لأنه قتل الكالتشيو
قتل أحلى وأمتع بطولة في العالم
قتل المنافسة
قتل التحدي

أن تنهي الكالتشيو قبل 9 جولات فهذا اسمه شروع بالقتل
لأن في ذلك قتل للكالتشيو
لقد قٌتل قبل أوانه
وعلى يد هذا القاتل الداهية " كابيلو

من هو كابيلو ؟

كابيلو اللاعب

ولد كابيلو في عام 1946 في فترة كانت هي عصيبة على إيطاليا وشعبها وقت كانت ايطاليا تحاول التخلص من بقايا الحكم الفاشي والهزيمة في الحرب العالمية الثانية ، كان فابيو الصغير يعشق كرة القدم مثله مثل باقي الطليان ولكن كرة القدم لم تكن بالنسبة له مجرد هواية بل هي غاية وطموح وحلم بالنسبة له .
في سنه الرابع عشر انضم فابيو إلى فريق صغير اسمه سبال امضى مع ذلك الفريق ما يقارب السبع سنوات وكانت فترة كافية لتنضج موهبته ولتلتفت له أنظار العاصمة روما حيث نادي روما الذي كان يحلم بالانضمام إليه . فانضم للفريق وأظهر معهم كل ما يملك من موهبة قد سحرت الكثيرين في إيطاليا فقد شارك مع روما في 62 وسجل 11 هدفاً في الوقت الذي كان به رئيس نادي اليوفنتوس يراقبه من بعيد فعزم على ضمه ورغم فشله في عدة مرات إلا أنه نجح بعد دفع مبلغ مغري بالفوز بخدمات فابيو ليرتدي الفانيلا الأبيض والأسود لأول مرة في عام 1970 . ويقضى فابيو 6 سنوات قد تكون الأروع في حياته كونه حقق من خلالها 3 بطولات سكوديتو مع اليوفنتوس ليحفر اسمه بجانب أساطير اليوفنتوس .

في عام 1976 رحل كابيلو عن تورينو متجهاً لمدينة ميلانو وبالتحديد إلى الخصم اللدود إيه سي ميلان وليشكل هنالك ثنائي مع أسطورة ميلان ريفيرا ويقضي مع فريقه 4 سنوات حقق من خلالها سكوديتو واحد .

رغم نجاحه مع روما واليوفي وميلان إلا أنه لم يحقق نجاحاً كبيراً مع الأزوري فقد شارك فقط في 32 لقاء سجل من خلالها 8 أهداف . كان اول حضور دولي لكابيلو مع الأزوري في عام 1973 في لقاء ضد بلجيكا في بروكسل وشارك مع الأزوري في مونديال ألمانيا 74 وسجل هدف واحد امام بولندا ولكنه غاب بعدها عن مونديال الأرجنتين 78 .

كابيلو المدرب

بعد رحيله عن الملاعب واعتزاله اللاعب نهائياً فكر بعدها كابيلو بأن يدخل عالم التدريب ولأنه يعشق المغامرة فلم يكن يخشى أن يفشل في ذلك رغم صعوبة المهمة .

البداية مع عالم التدريب من بوابة السانسيرو

بدأ كابيلو مسيرته التدريبية في عام 85 مع الميلان عنما أشرف على تدريب فريق الشباب ، وفي عام 86 تولى تدريب الفريق الأول إلا أنه لم يحظى بالنجاح فقد حقق في ذلك الموسم المركز الخامس والذي بالتأكيد لا يرضي جماهير ميلان فعاد مرة أخرى لتدريب فرقة الشباب واستمر معهم من فترة 1987 حتى 1991 تلك الفترة الذهبية والعصر الذهبي الذي مر على الميلان مع المدرب العريق أريجو ساكي الذي حقق لهم بطولات عدة . وفي عام 1991 انتهت علاقة ساكي بالميلان بعد الانتقادات اللاذعة ضده وطريقته الدفاعية التي كان يلعب بها واللعب بمهاجم واحد فقط والذي لم يكن يرضاه الميلانيون حتى لو كان يجلب لهم النجاح .
فقرر برلسكوني فض النقاش حول تلك القضية ورحل ساكي وقرر بيرلسكوني تعيين كابيلو لتدريب الفريق الأول لميلان . الأمر الذي جعل الجمهور يستغرب ويتعجب من ذلك القرار فكيف لفريق كبير مثل ميلان يرضى بمدرب مغمور وليس لديه في حقيبته أي إنجاز يذكر ، لكن بيرلسكوني كان له كلمته ووضع كل ثقته بكابيلو .

فما كان على كابيلو إلا أن يغتني تلك الفرصة العظيمة ويثبت نفسه في عالم التدريب .. وفعلاً كان كابيلو محل ثقة بيرلسكوني ، وكانت البداية في موسم 91/92 عندما قاد كابيلو الميلان للفوز بالسكوديتو ومن دون أي خسارة ، وأوصل الفريق إلى نهائي التشامبيونز ليج بعد فوزه بكل المباريات ولكنه تعرض لخسارة أمام مرسيليا بهدف في ظل غياب نجم الفريق الأول ماركو فان باستن . انذهل العالم من أسلوب كابيلو ومن نجاحه السريع .

فالبعض سماه بالصاروخ لسرعة نجاحه . والبعض سماه بالداهية والألقاب كثيرة ..
في موسم 93/94 كان الموسم الأجمل بالنسبة له في كمدرب فجمع بين بطولة الدوري وبطولة دوري أبطال أوروبا وأذهل العالم بالفوز في نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا حين صعق برشلونة برباعية نظيفة جعلت عشاق برشلونة نفسهم يحيون هذا الداهية .

وفي الموسم الذي تلاه خسر كابيلو بطولة الدوري على حساب اليوفي ووصل للتشامبيونز ليج ولكن كان لأياكس كلمته . لكنه سرعان ما عاد ونهض من كبوته ليعود بالموسم التالي بالسكوديتو رقم 15 لميلان ليصالح بعدها جمهور الميلان .

تجربة جديدة هذه المرة خارج إيطاليا

في موسم 96/97 كان فريق العاصمة الأسبانية مدريد في موقف لا يحسد عليه ، فكان الفريق يبحث عن مدرب يستطيع أن يخرجه من تلك الحالة السيئة ، فما كان على مدريد إلا أن تطالب بالمدرب كابيلو فوافق كابيلو على الرحيل ليخوض تجربة جديدة من نوعها وسط غضب في شارع ميلان لرحيله .
فغابت البطولات عن ميلان بعد رحيله . في المقابل استطاع كابيلو أن يحقق لقب الليغا الأسباني بعد غياب طويل لمدريد عن منصات التتويج ليخطف اللقب من برشلونة وأتليتيكو مدريد وحتى المدرب الإنجليزي روبنسون مدرب برشلونة حينها كانت له إشادة كبيرة بفابيو الذي يعتبرها بمثابة شهادة فخر له ستظل عالقة في ذهنه وذهن الكثيرين .
ورغم هذا النجاح السريع مع الفريق الملكي إلا أن كابيلو لم يشعر بالتقدير هناك ، وقرر الرحيل بعد خلافات مع الإدارة بسبب تدخلها بوضع الخطط ، الشي الذي لا يرضاه كابيلو بتاتاً فهو عرف عنه قوة شخصيته ومن لا يعرف ذلك يسأل رود خوليت الذي رحل عن ميلان بسبب أنه حاول التدخل بخطة كابيلو فعاقبه بوضعه على دكة الاحتياط ومن بعدها رحل عن الفريق .

العودة لميلانو ..

كان ميلان في وضع مؤلم جداً فبعد السيطرة المحلية والأوروبية غاب ميلان عن الألقاب ليس هذا فحسب فلم يكن هناك أسوء من أن يحتل الميلان المركز الحادي عشر في الدوري .
فقرر العودة بعد مطالبة الجماهير به ولكن مع الأسف .
عاد كابيلو بعد خراب مالطا ، فحاول إخراج الفريق من الحالة السيئة التي مر بها ولكن دون جدوى في المقابل عانى مدريد من تدهور نتائجه مع مدربه الهولندي هيدينك وطالب بعودته لكن كابيلو أصر على البقاء في الميلان وتحقيق ما يريد ولكنه لم يحقق ما كان مطلوب وكانت ظروف الفريق أقوى من عقلية كابيلو فأنهى معهم موسمهم الأخير بالمركز العاشر لينهي مسيرته مع الميلان بالفشل بعد سنوات ناجحة ومليئة بالألقاب .

إلى روما الحبيبة الأولى ..

تعلم بعدها كابيلو أن لا يخوض تجربة مرتان

فرفض قطعاً العودة لمدريد خوفاً من تكرار ما حدث في السانسيرو .
فكان على كابيلو أن يرحل لروما عشقه الأول حيث النادي الذي لمع به نجمه وأبدع فيه وهذه المرة يعود ولكنه كمدرب وسط فرحة كبيرة كانت تغمر روما وجمهورها .

خلف كابيلو المدرب زيمان الذي لم يحقق نجاحاً يذكر مع روما وفي أول موسم لكابيلو مع روما حقق مع الفريق المركز السادس في موسم 99/2000 كان هذا الترتيب مرضياً بعض الشيء لعشاق روما .

صرامة كابيلو وجرأته ..

هناك اتضحت شخصية كابيلو أكثر وصرامته وتجرأه حتى على انتقاد إدارة الفريق وهو يعمل تحت حسابها .. لكنه كان يبحث عن مصلحة الفريق ورأى أن روما في هذا التشكيل لا يمكن لها أن تحقق أي بطولة فشرط على سينسي رئيس نادي روما أن يجلب له عدة أسماء فكتب له لائحة أسماء لاعبين وأرسلها إلى سينسي مطالباً بضم تلك الأسماء وإلا سوف يعتذر لروما وجمهورها ويرحل .
تعجبت إدارة روما من تصرفاته وجرأته الخيالية والبعض أثير غضبه والبعض الآخر طالب برحيله والبعض وصفه بالمغرور . والشيء الأصعب بالأمر أن كابيلو كان يشترط على الإدارة جلب النجم الأرجنتيني هداف نادي فيورنتينا والابن المدلل لمدينة فلورنسا ومعشوق الجماهير هناك باتيستوتا على ضمه لفرفة العاصمة روما .

فلم يكن أشد المتفائلين في روما يتوقع قدومه للعاصمة ، وكان أحد أبرز الأسماء كذلك البرازيلي إيمرسون حين كان يلعب في ليفركوزن .

فكان لكابيلو ما يريد ، طالما قد وعد الجمهور ببطولة السكوديتو إذا ما قدم هذان النجمان وبعض الأسماء الأخرى . فقام سينسي بنفسه في تلك المهمة ورحل إلى فلورنسا وعاد بباتيجول ومن ثم ياتي بإيمرسون وبعض الأسماء .
وبعدها أوفى كابيلو بوعده وحقق البطولة الأغلى لجماهير روما التي غابت عنها شمس السكوديتو طوال 18 عاماً لتعود الأفراح مجدداً بصناعة كابيلو .

وفي الموسم التالي لم يحقق روما الشيء المرضي وكان الفريق متأرجح في مستواه لانخفاض مستوى بعض اللاعبين وخسروا البطولة وطالب كابيلو ببعض الأسماء ولكن سينسي كان يبخل على فريقه ولم يأبى بمطالب كابيلو ورضي بسكوديتو واحدة .

ورضي بعدها روما بالمركز الثاني امام الميلان بعد موسم جميل لروما .

عفواً روما .. لكنه اليوفنتوس ما أحلم ..

في موسم 2004/2005 تفاجىء العالم بأجمعه بانتقال كابيلو من العاصمة روما إلى تورينو بالتحديد لفريق السيدة العجوز .

فاشتعل جام غضب جماهير روما ولقبوا كابيلو بالخائن ، ولكن في الحقيقة كابيلو لم يكن يستحق هذا النعت والتشبيه المرير . لأنه رحل بعد موافقة إدارة روما ورغم انتهاء عقده .

ترك كابيلو غضب روما خلفه ولم يبالي لما كان يقال عنه .
وبدء هنا مسيرة جديدة مع فريق السيدة العجوز "يوفنتوس" المنتشي بموسم سيء بالنسبة له قبلها حين احتل المركز الثالث الذي لا يطمح له أبناء السيدة العجوز وجماهير البيانكونيرا .
فكانت البداية شرط والنهاية نور ..

فشرط كابيلو على موجي قدوم النجم السويدي زلاتان ابراهيموفيتش وكان لكابيلو ما يريد واستقطبه موجي بمبلغ 25 مليون يورو ومن ثم طالب موجي بالبرازيلي إيمرسون وبعد مسلسل مكسيكي طويل بين إدارة يوفنتوس وروما انتقل النجم البرازيلي بمبلغ يتراوح 15 مليون .. وكان مقابل ذلك السكوديتو رقم 28 في تاريخ نادي السيدة العجوز ويضيف كابيلو بطولة إلى حقيبة بطولات اليوفنتوس بعدما أظهر للعالم مقدراته التدريبية بتحقيقه انتصارات كبيرة في الدوري .

واستمر هذا النجاح في الموسم الحالي الذي يظهر به اليوفي أروع مستويات له ويحقق كل الأرقام القياسية مع الداهية كابيلو .. وأخيراً يحسمها أمام الميلان بتعادل سلبي يبقي الفارق على عشر نقاط قبل 9 جولات فقط من انتهاء الموسم . ويكون بذلك قد حسم اليوفي وكابيلو الكالتشيو منطقياً وينتظر حسمه على الورق ولكن كل الأمور تصب حتى الآن لليوفي لأن يكون بطل إيطاليا للمرة الثانية على التوالي ويحصد السكوديتو 29 ويقترب من النجمة الثالثة . ليغير في ذلك كابيلو معالم وملامح الكالتشيو التي تتسم وتتصف بالمنافسة والإثارة حتى آخر جولة أو الجولة قبل الأخيرة في أسوء الأحوال .

كابيلو وسياسة " لا تنظر إلى الخلف وانظر إلى الأمام "

يرى كابيلو أن على من يريد الفوز بالسكوديتو أن لا ينظر إلى من هو خلفه من ملاحقين بل ينظر فقط للأمام . هذه السياسة هي التي تجلب له البطولات ، فلا يسأل إذا ما كان وراءه الميلان أو الإنتر أو غيره .. المهم أن تبقى بالأمام وتنظر إلى ما هو أمامك .
إنه تماماً مثل سائقي سيارات الفورمولا 1 ، فلا مجال للنظر إلى الخلف فلو نظرت إلى من خلفك قد تتعثر أو قد تصطدم ، ولكن انظر دائما للأمام .
بل هو تحدى كل سائقي الفورمولا
تحدى شوماخر وتحدى ألونسو وتحدى موكنين وغيرهم
ويالها من سيارة خارقة تلك التي يقودها كابيلو

إنها الفيراري ( يوفنتوس ) السيارة الأسرع بالعالم
لا اللامبرجيني ( ميلان )
ولا المازيراتي ( إنتر )
ولا الأفا روميو ( روما )
ولا غيرها
يمكن أن تلحقها
فهي تنطلق بسرعة الجنون
ولكن من يتحكم بتلك السرعة المجنونة ؟
إنه المجنون كابيلو

كابيلو مدرب وأب في نفس الوقت ..

حين يشرف كابيلو على تدريب لاعبينه فإنه لا يكون بالنسبة لهم مجرد مدرب فهو يعتبر نفسه كأب وعليه أن يوجه أبناءه إلى الطريق السليم للوصول للهدف المطلوب . هذا الشيء يجعل اللاعبون يخلصون لهذا الأب الروحي ويقدموا له الاحترام وإطاعة الأوامر ، لكن من يخالف الأوامر فعليه تحمل النتائج . فإما أن تجلس على الدكة مثلما حدث مع مونتيلا في روما أو إما أن تخضع للتدريب الفردي مثلما يفعل الآن مع زلاتان ابراهيموفيتش أو أن ترحل عن الفريق كلياً مثلما حدث مع رود خوليت . قد يكون فابيو أحيانا أباً قاسياً للاعبين ولكن تلك القسوة لا يستخدمها إلا أصحاب الخبرة والمحنكين .. فهو عليه تأديب من يرفض الأوامر . الكثيرين يعتبرون فابيو هو الأب الروحي بالنسبة لهم .. فكريستيان بانوتشي اللاعب الذي لعب تحت إدارة كابيلو أكثر من أي لاعب بالعالم يعتبر كابيلو هو الأب الروحي له ، ويقول بانوتشي عن كابيلو : " هو ليس مجرد مدرب إنه أب بالنسبة لي إنه لا يتعامل معنا كلاعبين ولكنه يتعامل معنا كأبناءه " . ولا ننسى كيف استطاع كابيلو عندما كان مدرباً لروما أن يسيطر على تصرفات كاسانو الصبيانية ، فكم من مرة يتمرد كاسانو على فابيو ويتجهال أوامره بل ووصلت إلى أحد المرات أنه قام بالتحدث بهاتفه النقال وهو في دكة الاحتياط وتجاهل أوامر كابيلو بإغلاق الهاتف . ولكن كابيلو تصرف مع كاسانو بوعي وعقلانية ، فتابع كاسانو بالملعب وخارج الملعب ودرس عقله وعرف مشاكله واستطاع بالنهاية السيطرة على كاسانو وعلى تصرفاته المتهورة ليصبح كابيلو بالنسبة لكاسانو بمثابة الأب والشخص الأقرب إلى قلبه ، ويقول كاسانو في أحد المرات : " لقد كنت متهور كثيراً الكل غضب مني ولامني على تصرفاتي إلا شخص واحد هو كابيلو فقد تحدث معي بهدوء وعلى انفراد وقد تذكرت وقتها أبي حين يوجه لي نصائحه هو بالفعل كذلك إنه بمثابة الأب بالنسبة لي " .

ويدين زلاتان ابراهيموفيتش إلى كابيلو بما وصل إليه من تألق ونجومية ويقول : " كابيلو له فضل كبير عليّ ولولاه لما وصلت إلى هذا المستوى من التطور ، سأدين له طوال حياتي " . أما الأسطورة ماركو فان باستن فيعتبر كابيلو مثله الأعلى في الحياة وكذلك في عالم التدريب ويقول في أحد اللقاءات : " عندما كنت لاعباً في الميلان كان كابيلو يثق بي كثيراً وهذا ما كان يعطيني الدافع المعنوي لأن أسجل الأهداف " ، ويقول عندما أشرف على تدريب المنتخب الهولندي : " لقد تعلمت من كابيلو الكثير وأنا الآن أحاول أن أتبع نفس الأسلوب الذي كان يتبعه كابيلو معي ومع زملائي في الميلان لكن هو يملك شيء مميز ومختلف عني وعن أي مدرب في العالم وأنا لا أستطيع أن أعرف ماهو هذا الشيء " ، ويقول فرانك ريكارد مدرب فريق برشلونة عن كابيلو : " هو الأستاذ وأنا التلميذ ودائما التلميذ يتفوق على الأستاذ ولكني قد أنتهي من عالم التدريب وأنا لا أزال أنتظر حين أتفوق عليه " ، أما باولو مالديني فيقول : " أتمنى لو أني أملك عقلية في الملعب كعقلية كابيلو " ، ويقول إيمرسون عن كابيلو : " قدمت إلى اليوفي من أجل عيون كابيلو " أما جوناثان زيبينا يقول : " إنه قدوتي في عالم كرة القدم ويجب أن يقتدي به الجميع " ، ويقول اللاعب دي روسي نجم فريق روما : " لن أنسى ما فعله لي كابيلو إنني أشعر تماماً كأنه والدي ، لقد تعلمت منه الكثير " .

لقد دخل كابيلو في قلوب معظم اللاعبين الذين دربهم فأسلوبه وطريقته في التعامل مع لاعبينهم مميزة عن باقي المدربين فهو ليس داهية فقط بالتدريب بل هو داهية بتعامله مع الآخرين .

كابيلو وشخصيته القوية ..

لن تجد في عالم كرة القدم مدرب بشخصية كابيلو القوية .. فمنذ بدايته وهو يتسم بقوة شخصيته ولا يبالي لأحد ولا يهمه سوى رأيه ..

عندما كان مدرباً لميلان كان خوليت كثير الاحتجاج ويتدخل كثيراً بخطط فابيو فما كان على كابيلو إلا أن يضعه على الدكة ويعاقبه رغم أن خوليت في ذلك الوقت كان أحد نجوم كرة القدم ليس فحسب بل وبالتاريخ واضطر بعدها خوليت للرحيل إلى سمبادوريا بعدما عجز عن تحدي الدون .
وفي مدريد حاولت الإدارة التدخل في خطط كابيلو وطلبت منه إشراك بعض اللاعبين التي ترغب بها الإدارة لكنه أبى ورفض أي تدخل من قبل الإدارة وقرر الرحيل .
وفي روما أظهر قوة شخصيته حتى أمام رئيس النادي حين اشترط قدوم بباتيستوتا وإيمرسون وليس هذا فحسب فكان يجلس الطائر مونتيلا على دكة الاحتياط رغم مطالبة الجماهير باشراكه ولكنه لم يبالي لما يريد الجمهور وفعل ما يراه مناسباً وعانى مونتيلا من الجلوس على الدكة.
واليوم يتكرر نفس الحال مع اسم ألمع وأكبر إنه أسطورة اليوفنتوس وهداف اليوفي عبر التاريخ الملك أليساندرو ديل بييرو الذي عاصر مدربين كبار وكثيرين وكان دائما هو الخيار الأول في الهجوم مع مر أسماء كبيرة في خط الهجوم من إنزاغي وفييري غيرهم .. فكثيراً ما تحدثت الصحافة عنه وعن إهماله لأليكس ، وكثيراً ما احتج الجمهور على جلوس أليكس على الدكة .. لكنه في كل مرة يدير ظهره للصحافة والجماهير ويستمر بإبقاءه على الدكة ويقحمه في الوقت الذي يراه مناسباً .. قد يكون لكابيلو حكمة في تصرفه هذا فكلما دخل ديل بييرو كبديل فهو يسجل وكثيراً ما يحسم الأمور وأحياناً كثيراً نراه أساسياً ولا يقدم ما يرضي الجمهور .

قوة شخصية كابيلو هذه تجلب للفرق البطولات . تخيلوا لو كان كابيلو مكان أنشيلوتي في ميلان وطلب من جالياني الاستغناء عن بعض اللاعبين وضم لاعبين جدد مثلما طالب أنشيلوتي بالفعل ومن ثم يرفض جالياني فماذا ستكون ردة فعل كابيلو ؟؟
أو لو أنه كان مع الإنتر ولم يستجيب موراتي لمطالبه .. ماذا كان سيفعل فابيو ؟
بالتأكيد سيحزم امتعته ويرحل حتى لو كان رحيله لفريق بالدرجة الثانية .

يعيش كابيلو هذه الأيام أيام حلوة مع اليوفي وستحلو أكثر إذا ما فاز مع فريقه في بطولة دوري الأبطال التي يطمح بها نادي اليوفنتوس ويضعها ضمن أولوياته هذا الموسم .
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه دائما والذي يبحث الجماهير عن جواب له قد يكون كابيلو نفسه لا يعرف جوابه " أين هي وجهة كابيلو القادمة ؟ "

البعض يقول إلى السنتياغو برنابيو والبعض يقول إلى المان يونايتد .
لكن من يدري فمن كان يتوقع رحيله إلى اليوفنتوس الموسم الماضي ؟
قد يبقى موسم آخر مع اليوفي وبعدها سنرى إذا ما رحل كابيلو عن عالم التدريب أو إذا ما اختار وجهة أخرى لكن على الأرجح فهو يريد أن يخوض تجربة جديدة خارج إيطاليا .

وأتساءل إن خرج كابيلو من اليوفي من سيستطيع أن يعوضنا عن كابيلو هذه الأيام ؟

<< كابيلو بلغة الأرقام >>

كابيلو اللاعب

لعب مع روما من موسم 67 إلى 70 سجل 11 هدفا في 62 مباراة
لعب مع جوفنتس من موسم 70 إلى 76 سجل 41 هدفا في 239 مباراة
لعب مع الميلان اربع مواسم من 76 إلى 80

لعب مع المنتخب الايطالي من 73 إلى 76 وسجل 8 اهداف في 32 مباراة
حقق الاسكدتيو مواسم ( 72 – 73 – 75 ) مع جوفنتس وموسم (79) مع الميلان

كابيلو المدرب

موسم 85/86 درب فريق شباب الميلان
86/87 درب الفريق الاول للميلان
87-91 عاد لتدرب شباب الميلان
91 - 95 درب الفريق الاول للميلان
96 درب نادي ريال مدريد
97 عاد ودرب نادي الميلان

99 - 2003 درب نادي روما

2004 – وحتى الآن مدرباً لليوفي

بطولاته

مع الميلان

الاسكديتو ( 91 – 92 – 93 – 95 )

كاس ايطاليا ( 92 )
السوبر الايطالي ( 91 - 93 - 94 )
دوري ابطال اوروبا ( 94 )
السوبر الاوروبي ( 95 )

مع الريال

فاز بالليغا موسم ( 96 )

مع روما

فاز ببطولة الدوري ( 2000 )
السوبر الايطالي ( 2001 )

مع اليوفي

فاز ببطولة الدوري الإيطالي للموسم الماضي ( 2004-2005 )
واقترب من تحقيق بطولة الدوري للموسم الحالي

أرقامه

مع الميلان

في بطولات الدوري المحلي :

لـعب 204 مباريات
فــــاز 108 مباريات
تعادل 68 مباراة
خسر 28 مباراة

في التشامبيونز ليج :

لـعب 33 مباراة
فــــاز 22 مباراة

تعادل 8 مباريات
خسر 3 مباريات

منها اثنين في النهائي

مع الريال مدريد

في الدوري المحلي :
لـعب 42 مباراة
فــــاز 27 مباراة

تعادل 11 مباراة
خسر 4 مباريات

مع روما

في الدوري المحلي :

لـعب 117 مباراة

فــــاز 61 مباراة

تعادل 39 مباراة
خسر 17 مباراة

في التشامبيونز ليج:

لـعب 20 مباراة
فــــاز 5 مباريات
تعادل 10 مباريات
خسر 5 مباريات

مع اليوفي

في الدوري المحلي ( للموسم الماضي فقط ) :

لعب 38 مباراة

فاز في 26 مباراة
تعادل في 8 مباريات
خسر في 4 مباريات

في التشامبيونز ليج ( الموسم الماضي فقط ) :

لعب 12 مباريات ( منها لقاءين في التصفيات )
فاز في 7 مباريات

تعادل في مبارتين

خسر 3 مباريات

هذه أعزائي مسيرة الدون فابيو كابيلو المليئة بالبطولات والأرقام حيثما ذهب وكأن البطولات هي من تبحث عنه وليس العكس .. ولا زال الطريق مفروش بالورود أمام الدون ولكن لمن الدور هذه المرة حتى يصنع كابيلو له الفرح

.